من سجل الخالدين- روائع المرافعات - دراسة فى عقوبة الزنا
للمرحوم الاستاذ/ مرقص فهمى المحامى
منشور فى مجلة المحاماة عام 1975
الباب الثالث
فى الادلة
نظرة تمهيدية
الشارع الذى ضرب عقوبة استثنائية على خلاف اصول التشريع الجنائى - فأبى لخروجها على تلك الاصول ان تكون من حق النيابة - فجردها منها - اعلانا بانها تقررت على كره - ولحق خاص لا يتصل بحقوق الجماعة- والذى ملك هذه العقوبة للزوج وحده - للرجل او المرأة على السواء- تاكيدا بأنه حق فردى - لا شأن للجماعة فيه - والذى اعطى للزوج حق الغاء حكم القاضى بعد صدوره ايذانا بأن الدعوى من اولها الى نهايتها انما تقررت . على ان تكون علاجا لجنون الشهوة والغيرة- وحب الانتقام. عند من لم يستطع ان يجاهد ثوراته النفسية بالحكمة - فلعله بعد ان ينتهى منها - تهدؤ ثورته ويرجع الى عقله - ويعدم اثر ضعفه الاول بتنازله عن الحكم .
نقول ان الشارع الذى فعل ذلك كله كان اولى به ان يضيق على المدعى سبيل الخصومة- وان يقتضى لهذا الانتقام الثائر - ادلة خاصة غير الادلة التى يقتضيها فى عامة القضايا - لاقامة العدل بين الناس وقد فعل .
تراه فى هذا المقام قد وثب وثبة كبرى خرج بها لا عن قواعد الاثبات المقررة فى القضايا الجنائية وحدها - بل تجاوز فيها حدود الاثبات المقررة فى القضايا المدنية ايضا .
كان ذلك طبيعيا - لان مأمورية القاضى فى هذه القضية تنحصر فى تحقيق شهوة الانتقام - ولم يكن للقاضى بحكم وظيفته -ان يسلط لانتقام فردى - فاذا ما رأى الشارع ان يوسطه فى هذه المأمورية - لحكمه راها - فكان من الضرورى ان يحيطها بكل ما يجعلها فى حدود ضيقة- تكاد ان تمنع من يريد الانتقام ان يصل الى النتيجة التى يرجوها فى دفعة انتقامة .
وبعبارة اخرى تكون الدعوى .تنفيذا لالم الزوج المفجوع. يعزى بها شعوره ويهدىء بها نفسه - فلا يرتكب جريمة اخرى - ويرجو من طلب العقوبة عزاء وسلوى- فترجع اليه قوة الارادة شيئا فشيئا - ويخف فى نفسه الم الحادثة- فاذا به يرجع الى حبه لزوجته - ولعائلته- وتظفر نزعاته الصالحة - بنزعة الانتقام - فيترك الدعوى.
تابعونا ................. للمرافعة بقية كبيرة .....سنسردها تباعا .....تابعونا
نبيل فزيع المحامى
01278667600